..أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ،
وَلَا لِعَجَمِيٍّ
عَلَى عَرَبِيٍّ،
وَلَا لِأَحْمَرَ
عَلَى أَسْوَدَ،
وَلَا أَسْوَدَ عَلَى
أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى..
(رواه أحمد )
..أنت أخي !.. إن كنت من
أي دين أو من أي لغة
خلق
الله الإنسان من طين واحد، ومن التراب أوجِدنا ، ومصدر الطاقة التي نعيش بها ، لها
مصدر واحد ، نحن جميعا صُنْع الله ، لذلك أحييكم بإسم : ياإخوتي في الأرض وفي الروح وياإخوتي في
الإنسانية .
-
نحن لا نختار البلاد التي نعيش فيها ، الله هو
من يختار لنا ، فبلاد الشام وما حولها أرض مباركة ، تلقت كل الحضارات الروحية السماوية .
-
كان فيها سيدنا إبراهيم يمشي ، وفيها عاش موسى
بسعادة ، وفيها وُلد عيسى عليه السلام ،
ومنها صعد إلى السماء ، وإليها جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليصعد إلى
السماء .
-
نحن كنا إبراهيميون - موساويون - عيساويون ومسلمون ، حملنا الرسالة للعالم كله
ضياء ونورا وسعادة .
-
في إطار حوار الثقافات نقول بإنه ليست
هنالك حضارات ، ولكن هناك ثقافات أثْرتْ وأغْنت حضاراتنا الإنسانية ، فالحضارة من
صُنْع الإنسان ، مقر البرلمان الأوروبي هذا ، لم يقم ببنائه
مسيحي فقط ولا يهودي ولا علماني ولا مسلم ، بل بناه الإنسان ، هذه البناية رمز
حضاري لبناء الإنسان .
-
كلنا نبني حضارة واحدة إسمها الحضارة الإنسانية
، نحن لا نؤمن بصراع الحضارات ، لأن الحضارة هي واحدة في الكون ، وليست متعددة ،
إنما الثقافات هي التي تتعدد .
-
فلما ذا الإرهاب : نقول مع من تصطدم الحضارة ، إنها تصطدم مع الجهل ، وتصطدم
مع الإرهاب والتخلف ، أما الإنسان المثقف :
أيّاً كان دينه وأيّاً كانت ثقافته أو لغته ، فهو يمد يده لأخيه الإنسان ليبني الحضارة
الإنسانية .
-
فعندما وصل الإنسان إلى القمر
، من كان في وكالة الفضاء الأمريكية ؟
-
أو وكالة الفضاء السوفياتية ؟ أيام كان
الاتحاد السوفياتي ، نجد أن أبناء الوكالتين ، ليسوا كلهم أمريكان أو روس ، إنما
هم أوروبيون إيطاليون ألمانيون فرنسيون بلجيكيون عرب ..هم الذين بنوا حضارتنا التي
وصلت إلى الفضاء .
-
لذلك علينا إعادة النظر في صراع الحضارات ،
لأنها خطيرة ، لا يمكن أن تُبنى بمعزل، فمن بنى أهرامات الجيزة بمصر هم أجدادنا ،
ومن بنى برج بيزا المائل بإيطاليا هو جدنا
ومن بنى أهرامات تشيلي أيضا من أجدادنا ،
إذا الحضارة واحدة .
-
الأمر الثاني : هل الحضارة لها دين ؟ ..
الحضارة ثقافة إنسانية ، يصب فيها الدين ليعطيها
قيما وأخلاقا ، فليس هناك حضارة إسلامية ، ولا حضارة مسيحية ، ولا حضارة يهودية ،
فالدين يعطي الحضارة قيما وأخلاقا ، أما الحضارة فنحن نصنعها ، والدين صناعة الله
، أما نحن فنصنع الحضارة ، إذا الحضارة صُنْعنا والدين صُنع الله، لذلك علينا أن
لا نقيد الحضارة بإسم واحد، لأنها صُنْعُنا جميعا ، والدين صُنْع الله ،
-
من يصنع الحضارة ؟
الإنسان هو من يصنعها ، أنا وأنت ،
ولكن أنا وأنت من ؟
هل أنت غيري ؟
هل أنت الآخر ؟
.. أنت لست الآخر، الحيوان هو الاخر ،
أما أنت .. فأنت أخي ! إن
كنت من أي دين أو من أي لغة ، لأن أمي هي
أمك وأبي هو أبوك ، وأمنا هي الأرض وأبونا آدم عليه السلام .
لذلك علينا أن نربي جيلا جديدا ، يؤمن بأن الآخر هو
الحيوان ، أما الإنسان من أي شرعة كانت أو من أي بلد كان فهو أخ لي ،
ودمه دمي ، وروحه روحي ، وفكره فكري ، وحريته حريتي ، ولكن ثقافته مختلفة على ثقافتي لنبني الحضارة الواحدة في الكون.
-
لهذا علينا أن لا نؤمن بتعدد الأديان لأنه ليس هنالك عدة
أديان :فإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد جاؤوا بدين واحد ، قداسة الله وكرامة الإنسان ، أما الشريعة والقانون فهو مختلف من زمن إلى
زمن ، لذا يمكن أن تتعدد الشرائع ولا يمكن أن يتعدد الدين ، لأن الإله واحد ونحن
له مسلمون متمسكون .
-
لهذا لا يمكن أن يكون هناك صراع ديني أو حرب
مقدسة، لأن الحرب أبدا لا تكون مقدسة ، إنما السلام هو المقدس فقط ، أبناؤنا يجب
أن يتعلموا في المدارس وفي الكنائس وفي المعابد وفي المساجد أن المقدس الحقيقي في
الكون هو الإنسان ، وليست الكعبة هي المقدسة فقط وليس المسجد الأقصى أو جدار المبْكَى وليست كنيسة المهْد أو كنيسة القيامة ، إنما
الإنسان هو الأقدس في الكون ، ودم طفل صغير يساوي عندنا كل المقدسات .
-
نقول هذا لأن الكعبة بناها الإنسان :
بناها سيدنا إبراهيم ، وجدار المبكى بناه يهودي ، وكنيسة المهد بناها مسيحي أما
الإنسان فمن بناه ؟
-
الإنسان هو بناء الله ، وملعون من هدم
بناء الله ، ملعون من يُهدم الإنسان ، وأي طفل فلسطيني وأي طفل إسرائيلي ، وأي طفل
عراقي ، يُقْتل الآن ، سيحاسبنا الله جميعا لأن هؤلاء الأطفال، تمثال صنعه الله في
الأرض ونحن هدمنا هذا التمثال ، فهل نستطيع أن نعيد لهم الحياة ؟
-
لو هُدمت الكعبة لأعاد بنائها أبناؤنا ، ولو هُدم
المسجد الأقصى لبناها أحفادنا ، ولو هُدمت كنيسة المهد أو القيامة لبناها الجيل
القادم ، أما لو قُتل إنسان ، من يستطيع أن يعيد له الحياة .
-
حوار الثقافات يجب أن ينطلق بلا حدود ،
لنُقيم دولا تقوم على أساس مدني لا على أساس ديني أو طائفي، لأن الدين والطائفة
علاقة بينك وبين الله ، أما أنا وأنت فنسكن في الأرض بسلام ، فلا تُجبرني على دينك
، ولا أجبرك على ديني ، لانها علاقة بيننا وبين الله وحده .
-
يجب أن نبني جيلا جديدا يؤمن بأن
الحضارة الإنسانية عمل مشترك ، وأن المقدس الأكبر في الكون : هو الإنسان والحرية
بعد الله عز وجل ، وأننا إذا أردنا أن يعمَّ السلام في الكون ، نبدأ بأرض السلام :
فلسطين ! وإسرائيل ، منذ أعوام قال لكم البابا بدلا من أن نبني الجدار نبني جسور
المحبة ، وفلسطين أرض السلام ، فلو صرفنا ثمن الجدار لبناء القرىَ ، لجمعنا فيها
الإبن الفلسطيني المسلم ،والمسيحي مع الإبن اليهودي ، في مدرسة واحدة ليعيشوا في
أرض السلام إخوة .
-
ليس هناك حرب رابحة ، إنما المنتصر في حرب السلاح، سيكون
خسرانا حتى ولو انتصر ، لأنه قتل الإنسان ، والرابح الحقيقي هو الذي يكسب الإنسان
ليكون معه أخا في الحياة ، والأرض لا تكون مقدسة إنما الإنسان هو المقدس ، العالم
يصير مقدسا يوم نجعل الإنسان هو المقدس الأول .
-
الإعلام في كثير من الأحيان لا ينقل
الحقيقة ، نحن نعيش أسرة واحدة ولا نؤمن بالتعايش إنما نؤمن بحياة الأسرة الواحدة
: مسلمون - مسيحيون - يهود وعلمانيون نعيش في بيت واحد وهو بيت الحياة .
-
العالم الإسلامي اليوم ، والنار تشتعل
في عدد من بلدانه ،ما جاء يوما إلا بالسلام
وما حمل إلا السلام ، فإن وُجد هناك بُؤَر ظـُلمتْ ، فالظلم هو الذي فجَّر
الناس ، والمسيحية ما جاءت إلا بالسلام ، فإن وُجد تطرُّفٌ ، فهو ممَّن لم يفهم
المسيح والمسحية ، وموسى عليه السلام لم يأتي إلا بالسلام ، ومن قال إنه موساوي أو
عيساوي أو مسلم يريد قتل إنسان : نقول له لقد خالفت شريعتك، فالدين قد جاء للحياة، لا للقتل، فلا تستعملوا الدين أبدا للقتل، فالدين وُجد للحياة.
-
المرأة سيدة عظيمة ، مكرمة سواء في
المسيحية أو الموساوية أو المسلمة ، المرأة ظـُلمتْ من الرجل لا من الدين ،
-
معجزة القرن العشرين هي أوروبا ، لقد
مر عليها حرب أولى وحرب ثانية، استطاعت أن
تعيد تعميرها من جديد تهدم جدار برلين لتتوحد ، دون أن تريق قطرة واحدة ، جمعت الأوروبيتين
الشرقية والغربية (تقريبا ) في برلمان واحد ،
إرسال تعليق